التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مفهوم الدعاية






مفهوم الدعاية


اصبح اصطلاح الدعاية من المصطلحات المتداولة بين الناس في وقتنا الحاضر واتسع مفهومها عما كان عليه في السابق كما وقد كان لكلمة "دعاية" مفاهيم كثيرة منذ زمن بعيد وبالرغم من التفسيرات الضيقة و المحدودة لمصطلح الدعاية فأن النشاط النهائي يعتبر قديما" قدم التاريخ ذاته 

وقد عرفت الدعاية تعريفات عديدة فقيل ان الدعاية ما هي الا "فن التأثير والممارسة والسيطرة والالحاح والتعبير والترغيب او الضمان لقبول وجهات النظر والاراء و الاعمال او السلوك"

وذهب اخرون الى ان الدعاية: "هي نشر اراء ووجهات النظر التي تؤثر في افكار او السلوك او كليهما معا" لتحقيق دعاية معينة  ولعل التعريف الاكثر وضوحا"للدعاية ذلك الذي يقول بان الدعاية يمكن ان تسعى محاولة التاثير على الشخصيات او السيطرة على سلوك الافراد لاغراض تعتبر غير عملية او مشكوك في قيمتها في مجتمع معين و زمن وهدف معينين والدعاية وان تباينت واختلفت في مظامينها الا انها بوجه عام يمكن ان تكون وسيلة لاقناع الاخرين بان يسلكوا في حياتهم سلوكا"معينا" ما كانوا يسلكوه لولا هذا الاقناع وعلى هذا الاساس  فان الدعاية لا تقتصر على مجال معين من الحياة وانما تشمل كل نواحي الحياة المختلفة من سياسية الى اقتصادية واجتماعية

و الدعاية تستخدم وسيلة للاقناع ولذلك فهي تستبعد كل وسيلة من وسائل التاثير عن طريق القوة والضغط والارهاب وتنقسم الدعاية الى قسمين رئيسيين : 
أ‌- السلبي     ب- الايجابي 

فالاول غرضه احداث تغيير سلبي في سلوك الموجه اليه واما الثاني فهدفه الحيلولة دون حدوث تغيرات سلبية وانما توجيه بناء لخدمة الامن والوطن ومن امثلتها الدعاية المضادة والتي تعتبر جزءا" مهما" للحريات العسكرية بل يشير بعض المتخصصين الى ان الحرب الحديثة هي حرب ذات شكلين احدهما عسكري والثاني دعائي وان المجهود الذي يبذل في الميدان الدعائي لا يقل اهمية من المجهود الذي يبذل في الميدان العسكري 

ولقد لعبت اجهزة الدعاية على اختلافها ادوارا" حاسمة في كثير من المعارك ابان الحرب العالمية الثانية واستطاعت ان تكسب الطرفين المتنازعين انتصارات كبيرة في الميدان العسكرية. الامر الذي جعل الخبراء يضفون على هذا النوع من الاعلام الصيغة العسكرية لذلك سميت بالحرب الدعائية اصبحت في الوقت الحاضر فنا" وعلما"واسعا" يعتمد على النفس نهجا" له وهو سيتهدف التأثير على اراء وسلوك مجموعة من الناس لاضعاف محتوياتها او تقويتها وتغيير نهج تفكيرها وسلوكها كما قلنا قبل قليل وهو سلاح كما يقول علماء النفس رغم فعاليته فانه يظل قليل التكاليف اذا ما قيس بتكاليف الحملات العسكرية الباهضة ويشير احد القادة الالمام ابان الحرب العالمية الثانية الى هذه الحقيقة فيقول: " اننا نستهلك الكثير من القنابل لتدمر مدفعا"واحدا" من يد جندي اليس الأرخص من ذلك والاجدى ان توجد وسيلة تتسبب اضطراب الاصابع التي تضغط على زناد ذلك المدفع"

تطور الدعاية

إذا كانت الدعاية قديمة قدم الإنسان ذاته فإنها عرفت منذ فجر التاريخ وربما كانت الخطابة إحدى وسائلها التي استعملت زمن اليونان بصورة واسعة جدا" سواء كان ذلك في مجال السياسي أو غيره من المجالات اما الشعر فقد لعب دورا" أخر لا يختلف عن الخطابة فقد استعمل من قبل العرب إذ كان اعتمادهم عليه في الدعاية اكثر من اية وسيلة اخرى

ولعبت الدعاية دورا" بارزا" في المجال الديني فأعمال الانبياء هي في جوهرها عمل من اعمال الدعاية, فهي في الاساس دعوة الى الحق ومثل هذه الدعوة تخاطب العواطف وتتجه نحو تحريكها فهي تعتمد اساسا" على الثواب والعقاب وبهده المناسبة لا بد من التاكيد بان التاثير على العواطف كان الهدف الاساسي من الدعاية خلال القرون الوسطى وربما حتى وقتنا الحاضر فالاناشيد الوطنية والخطب الحماسية كان لها تأثيرا" كبيرا" على تحريك عواطف المواطنين من ناحية واعتبرت وسيلة من وسائل الدعاية التي لها تاثيرها على اثارة سلوك الانسان 

اما في بداية هذا القرن فقد اتجهت الدعاية اتجاها" اخر لا يتعلق بتحريك عواطف المواطنين فقط بل دفعهم نحو تبني الفكرة التي تقدمها الدولة فخلال الحرب العالمية الاولى لم تعد الدعاية مجرد فن وتجارب فقط بل اصبحت علما" له قواعده واصوله الثابتة وقد ادركت الجيوش المتحاربة هذه الحقيقة واخذت ترسم خططها الحربية اضافة الى الخطط الاخرى التي تؤدي الى تثبيط همم الجيوش المعادية لغرض سقوطها واخذ رجال الدعاية يستغلون كل حادثة ويفسرونها لصالح النجاح في الحرب اما خلال الحرب العالمية الثانية فقد تغير الامر بعد استعمال الراديو للدعاية بصورة شاملة وواسعة جدا ودخلت الدعاية بهذه الوسيلة مجالا" رحبا" في بث المعلومات والاخبار عن الجيوش المتحاربة خلال تلك الفترة وتفنن رجال الدعاية في ابراز تجاربهم وعبقرياتهم في مجال الدعاية كما ولابد التاكيد على الدعاية الاعلامية والتجارية التي برزت بشكل بارز جدا" بعد الحرب العالمية الثانية غرضها دفع المواطنين لشراء البضاعة بطريقة واخرى و تغير افكارهم بالاعلام

والدعاية بصورة عامة يمكن تقسيمها الى ثلاث انواع:(11)
1-     الدعاية البيضاء؛
2-     الدعاية السوداء؛
3-     الدعاية الرمادية.

فالدعاية البيضاء: 

هي تلك الدعاية المكشوفة الواضحة ذات النشاط العلمي والتي تبغي هدفها المعين
كالصحف والراديو والتلفزيون والانترنيت ووسائل الاعلام الاخرى التي تؤدي الى الاتصال بالجماهير

اما الدعاية السوداء:

فهي التي تكون مستوردة وذات نشاط سري وتعتمد هذه الدعاية على النشاطات السرية ولا تعلن الدعاية السرية عن مصادرها ولكنها تنمو وتزداد معلوماتها بطريقة سرية 

واخيرا الدعاية الرمادية:

فهي تلك الدعاية التي لا يهمها ان يعرف الناس مصادرها الحقيقية ولكنها تختفي وراء هدف من الاهداف ويمكن ان تسعى الدعاية الرمادية بالدعاية غير المباشرة لانها ظاهريا" تخاطب العواطف ولكنها سريا" لها هدف معين تبغي تحقيقه 
وربما خير دليل على ذلك هي الدعاية السرية


تعليقات

  1. الحمد لله رب العالمين اللهم علمنا بما علمت به عبادك الصالحين و انفعنا بما علمتنا إنك أنت السميع المجيب.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نماذج الاتصال

مفهوم النموذج في الاتصال: 1-التعريف اللغوي: نجد أن كلمة النموذج تعني التصغير الدقيق لشيء معين بهدف توضيح هذا الشيء فهو بهذا المعنى خطة أو رسم . أو هو المحاكاة الدقيقة للظاهرة محل الدراسة بقصد معرفة تأثير المتغيرات على بعضها البعض و الوصول الى النتائج المقصودة. 2-التعريف الاصطلاحي: يعرفه ديوتش على أنه: "عبارة عن بناء من الرموز و القوانين العامة التي يفترض أن تماثل مجموعة من النقاط ذات الصلة ببناء قائم أو بعملية ما " و عملية الاتصال من العمليات التي تستدعي استعمال فكرة النموذج لكونه علما من العلوم البينية. نماذج الاتصال تطور دراسات نماذج الاتصال (1):    عملت نماذج الاتصال على الاستفادة من العلوم الانسانية كالاجتماع والفيزياء واستفادة منها علوم الاحياء والطب والهندسة  وهذه  النماذج يمكن تطويرها عبر ثلاث مراحل :   المرحلة الاولى :   وتسمى مرحلة التركيز على القائم بالاتصال او المرسل او مرحلة الفعل وهي تمثل تركيز المرسل على المستقبل وامتدت من عام 1890 الى اوائل الخمسينيات وهي تسعى الى اقناع المتلقي والتركيز على الاتصال الشخصي وهي تتمثل بـ:

عناصر العملية الاتصالية

عناصر العملية الاتصالية :         أن النظر إلى الاتصال كعملية مشاركة، يعني أن الاتصال لا ينتهي بمجرد أن تصل الرسالة من المصدر (المرسل) إلى المتلقي (المستقبل)، كما يعني أن هناك العديد من العوامل الوسيطة بين الرسالة والمتلقي، بما يحدد تأثير الاتصال؛ من جهة أخرى فأن كلا من المرسل والمتلقي يتحدث عن موضوع معين أو موضوعات معينة فيما يعرف بالرسالة أو الرسائل، ويعكس هذا الحديث ليس فقط مدى معرفة كل منها بالموضوع أو الرسالة، ولكن أيضا يتأثر بما لديه من قيم ومعتقدات، وكذلك بانتماءاته الاجتماعية الثقافية، مما يثير لديه ردود فعل معينة تجاه ما يتلقاه من معلومات وآراء، ويحدد أيضا مدى تأثره بهذه المعلومات والآراء.  في هذا الإطار المركز تطورت النماذج التي تشرح وتفسر عملية الاتصال بعناصرها المختلفة، حيث ظهر في البداية النموذج الخطي أو المباشر الذي يرى أن تلك العناصر هي: المرسل والرسالة والمستقبل، ولكن الدراسات التي أجريت منذ الأربعينيات، من القرن الماضي، بينت مدى قصور ذلك النموذج، وحطمت النظرية القائلة بأن لوسائل الإعلام تأثيراً مباشراً على الجمهور.  لقد ظهرت العديد من النماذج والتي تطورت

المفاهيم المشابهة

المفاهيم المشابهة : الإعلام : الإعلام لغة:   مصدر الفعل الرباعي أعلمَ، يقال: أعلَمَ يُعلِمُ إعلاماً.. وأعلمتُه بالأمر: أبلغته إياه، وأطلعته عليه، جاء في لغة العرب: (( استعلم لي خبر فلان وأعلمنيه حتى أعلمه، واستعلَمَني الخبر فأعلمته إياه ))  [1] . يقول الدكتور محمود سفر: (( الإعلام في اللغة: التبليغ، ويقال: بلغت القوم بلاغاً: أي أوصلتهم بالشيء المطلوب، والبلاغ ما بلغك أي وصلك، ففي الحديث: " بلغوا عني ولو آية " )) [2] ، وقال سيبويه: (( وأعلمتُ: كآذنتُ ))  [3] . أما الإعلام في الاصطلاح فله في كتب المعاصرين عدة تعريفات، منها: 1-  تعريف الدكتور سامي ذبيان بأنه: (( هو تلك العملية الإعلامية التي تبدأ بمعرفة المخبر الصحافي بمعلومات ذات أهمية، أي معلومات جديرة بالنشر والنقل، ثم تتوالى مراحلها: تجميع المعلومات من مصادرها، نقلها، التعاطي معها وتحريرها، ثم نشرها وإطلاقها أو إرسالها عبر صحيفة أو وكالة أو إذاعة أو محطة تلفزة إلى طرف معني بها ومهتم بوثائقها )) [4] . ويلاحظ بأن الدور في التعريف يضعفه، فتعريفه الإعلام بأنه العملية الإعلامية دور لا يليق بالتع